السياحة بالكرفان....متعة وراحة...وحرية

السياحة بالكرفان....متعة وراحة...وحرية

في أي مكان ...وكل مكان

في أي مكان ...وكل مكان

سواء لوحدك....أو مع العائلة

سواء لوحدك....أو مع العائلة

3. Februar 2009

مواقف وقوانين في بلاد الناس التانيين


متجدد بإذن الله بما تجود به القريحة ..... والذاكرة المزدحمة


في الغربة .....في البلاد اللي هناك.... في بلاد الناس التانيين
تلاقي عندهم عادات وتقاليد إحنا ما نعرفهاش ..ممكن نكون سمعنا عنها أو شوفناها في التليفزيون ولكننا زي العادة بناخدها كمادة ضحك ونقول ياسلاام !!! شايف يا أخي الناس المجانيين !!! هما بيعملو كده لييه !! الناس التانيين ؟؟؟؟؟

مثلاً في بلد عربي كنت فيه عايش وبأشتغل وكل يوم الصبح أعدي علي بتاع الشاهي ( الشاي) ومرتين في الأسبوع ألاقي ورقة متعلقة علي الباب ( بأمر الحزب اللي كان حاكم وقتها ) بتقول أن اليوم هو يوم عمل شعبي في الحارة....ومرة سألت صاحب المقهي فقالي إن اليوم مطلوب من كل ساكن وصاحب بيت أن يكنس وينظف أودام بيته والرصيف كمان واللي مش هاينفذ الكلام ده هيتعرض للغرامة ويمكن الحبس المؤقت !!!!! إييه رأيكم ؟؟؟ ناس مجانيين نظافة بس بالأوامر....صح ؟؟؟؟



وبعد مدة سافرت لأوروبا وإستقريت فيها للآن
ولكن في البداية شفت العجب وكمان الصيام في رجب , وزي المثل اللي بيقول الغريب أعمي ولو بصير

طب نبتدي الحكايات من أولها .... واحدة ...واحدة ... ونفهم المعني وما بين السطور




1-
أخونا الروماني :
كنا مسافرين عبر أوروبا وكانت وجهتنا هي السفر الي بلاد ما بعد المحيط..كانت أيام جميلة والفيزة لأي بلد كان أمرها سهل ونأخدها ( غالباً ) في نفس اليوم وعدينا علي كل البلاد لحد ما وصلنا الي ألمانيا وبالتحديد مدينة شتوتجارت , لأن كان معانا واحد عنده صديق فيها .................
المهم سألنا عليه ووصلناله , وبعد الترحيب والسلامات والشاي حبينا نروح للمكان اللي هنسكن فيه وهو عبارة عن بيت الشباب ومن الممكن أن تسكن فيه بإيجار رمزي لمدة تلات أيام .... وإحنا يادوب كل اللي معانا يكفينا بالكاد ......
والمكان ده يبعد عن سكن أخونا ده بحوالي 3 محطات ترام
المهم وصلنا لمحطة الترام ....مكان نظيف وجميل وأصوات الميكروفون هادئة ويسود هدوء عجيب
سألت أخونا اللي إسمه روماني : مش لازم نقطع ( نشتري) التذاكر ؟؟
وكان الجواب نظرة إستنكار منه وكلام كتيييييير بما معناه : انتوا ها تفضلوا عُبط لحد إمته ؟؟؟ هوا إنتا أغني من الحكومة الألمانية ؟ إحنا ها نركب 3 محطات بس !!!!!

أنا طبعاً عملت نفسي مش فاهم وخليني زي التانييين
المهم وصل الترماي ذو اللون الأصفر اللامع الجميل وركبنا فيه...والسيد السائق قال كلام ( بالنسبة لي غير مفهوم ) ولكنه يطلب من الركاب أن يتراجعوا شوية بعيداً عن الباب !!!!!!!!!المهم أن الأبواب إتقفلت ... وإبتدي الترماي يتحرك .... وهنا ـ وهنا فقط لاحظت أن فيه رجل وإمرأتين كانوا قاعدين علي الكراسي قاموا ووزعوا نفسهم : واحدة في الأمام والتانية في الخلف والتالت في نص عربية الترام ..ومعاهم زي بطاقة شخصية وبيطلبوا يشوفوا التذاكر ....هووووووب... انا بصيت لصاحبنا ال روماني وشفت وشه بألوان بتتغير من الأحمر الي الأصفر الي الأخضر
وإخواننا المفتشين وصلوا لينا وكنا صيدة معتبرة طبعاً
إحنا مش عارفين ايه اللي بيحصل ::لغة مافيش :: تذاكر مافيش:::: ترجمة من أخونا مافيش::: المفتشين لغة إنجليزي مافيش............وإتعاملنا باللغة العالمية الفعالة وهي لغة الإشارة ونزلنا في المحطة التالية وكان في إنتظارنا ..... البوليس......وبعد أخذ جوازات السفر والتأكد منها ومن سلامة الفيزة ( مش مضروبة) اضطرينا أن نغير عملة من الدولار إلي المارك الألماني وندفع الغرامة وكانت يادوبك 20 ضعف لثمن التذكرة مع تنبيه البوليس لنا بعدم التكرار لأن إسمائنا إتسجلت اننا راكبين المواصلات بطريقة سوداء
ودي كانت أول وآخر غرامة في حياتي

يا ترا إنت فين يا رومانيييييييييييييييييييييي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟





2-
أنا 66 .....إذن فأنا لسه شباب

في اليوم التالي لوصولنا ركبت الترام مرة تانية وطبعاً إشتريت التذاكر , لأنه لا يلدغ المرؤ من جحر مرتين
ركبت الترام من محطة قبل محطة شتوتجارت الرئيسية وكان فاضي تقريبا من الركاب , فجلست علي كرسي ....عادي... المهم في المحطة الرئيسية وهي شتوتجارت كان فيه زحام شديد لأنه وقت خروج الموظفين وأصبح الترام زي علبة السردين ....بالمصادفة كان فيه سيدة تبدو في أواخر الخمسينات من عمرها واقفة بجانبي ....وطبعاً أنا شاب جدع وإبن بلد وعايز راحة السيدات خاصة كبار السن منهم ...فتركت مكاني ووقفت وشاورت للسيدة أن تتفضل بالجلوس مكاني لأجل راحتها والزحام الشديد . ولكنها بدلا من الجلوس نظرت إلي من فوق لتحت ولم تنطق بكلمة واحدة , فإعتقدت إنها ستنزل في المحطة القادمة ....وتوقف الترام وناس نزلوا وأكتر منهم ركبوا وإزداد الزحام ولم تجلس السيدة أو غيرها من الواقفين فكان طبيعي أن أجلس مرة تانية في الكرسي الفاضي ....وجلست ....وهنا بدأت الهمهمة والضحكات الخافتة ....وصار لوجهي ألوان متغيرة زي ألوان قوس قزح ......وفجأة سمعت شخص يهمس في أذني بلغة لا أعرفها ولم أكن أعرف أن هناك لغة زي دي في العالم ( خبيبي واضخ إنتا أربي ) فنظرت الي مصدر الصوت لأعرف ما الخبر ؟ وأنا مستعد للدفاع والقتال في سبيل كرامتي المجروحة !!!فوجدت شاباً يقف قريباً مني ويبتسم ويعيد نفس الكلام .....هنا فقط فهمت ماذا يعني :كان يحاول أن يقول لي يا حبيبي واضح إنك عربي . وكان زي قارب النجاة بالنسبة لي ..فقد تعلمت منه الألمانية وعلمته لغتنا العربية وصداقتنا قائمة للآن فهوطبيب الأسرة وصديق العمر
ووقتها أوضح لي أن السيدة أحست بالضيق والإحراج من دعوتي لها بالجلوس لأن الخمسين والستين من العمر يعتبر عندهم بداية عمر الشباب !!!!!!!!! وفيه أغنية للمغني الألماني المشهور أودو يورجن تقول :
في سن ال 66 بتبتدي الحياة الحقيقية
في سن ال 66 تستمتع بحياتك زي ما إنتا عايز
وتستمر الأغنية إلي أن يقول :
وهاأخد ستي ( جدتي ) ورايا علي الموتوسيكل ونلف الشوارع ونذهب إلي .........


متعكم الله بالصحة العافية وأسعد أوقاتكم